ما هي اسباب الادمان
لمواجهة أى مشكلة فى أى مجال يجب فى البداية التعرف على أسبابها، وهذا ما سوف نتعرف عليه خلال المقال الحالى، وذلك باستعراض اسباب الادمان أو مسببات الإدمان أو أسباب الوقوع في الإدمان.
سوف نتطرق لعوامل الادمان التى قد تعود إلى الفرد، الأسرة، المجتمع، وذلك بشكل مستفيض وعلى أساس علمى ومن مصادر موثوق بها.
اسباب الادمان التى تعود للفرد
عدم تمسك بعض الشباب بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف من حيث إتباع أوامره واجتناب نواهيه، وينسون كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونتيجة ذلك أنساهم الله سبحانه أنفسهم فانحرفوا عـن طريـق الحق والخير إلى طريق الفساد والضلال، وفى هذا الشأن يقول المولى عز وجل:
"ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك الفاسقون" الأية رقم 19 من سورة الحشر.
وفي المسيحية يقول سبحانه وتعالى:
لا تكن بين شريبي الخمر بين المتلفين أجسادهم لأن السكير والمسرف يفتقران. أم ٢٣: ۲۰ - ۲۱ ·
من أهم أسباب الوقوع في الإدمان، الفضول أو الحاح أو استفزاز بعض الاصدقاء لأصدقائهم لمسايرتهم وفى هذا الشأن قال المولى عز وجل:
"ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرًا وضلوا عـن سواء السبيل" الاية رقم 7 من سورة المائدة.
وفي المسيحية يقول سبحانه وتعالى:
"إذا اتخذت صديقا فاتخذه عن خبرة ولا تثق فيه سريعًا" يشوع بن سيراح 6:7
قد يعتقد البعض أن هناك علاقة بين تناول المخدرات وزيادة القدرة الجنسية وقد يصل إلى ادمان تلك المخدرات ويمارس الجنس بلا وعي.
وقد يؤدى ذلك الى عواقب وخيمة وآثار جانبية خطيرة لتلك العاققير والأدوية، وقد تتسبب هذه الأدوية الجنسية فى مشكلات جنسية مستقبلية.
من مسببات الإدمان سفر الإنسان إلى خارج البلاد، حيث تكثر هناك - خاصة فى الدول الأوروبية- وسائل الإغراء والحرية وعدم الرقابة على أماكن الإدمان وهذا يعد سببًا مهمًا من أسباب تعاطي المخدرات.
وجود الفراغ مع عدم توفر الأماكن الصالحة التي تفرغ طاقـة الشباب والنوادى والمتنزهات وغيرها يعتبر من اسباب تعاطي المخدرات و الادمان عليها.
وقد يعود ذلك إلى ما يقوم به بعض المراهقين من محاولة إثبات الذات والاحساس بالرجولة قبل موعدها من خلال تقليد الكبار في تصرفاتهم وخاصة المرتبطة بالتدخين أو تعاطي المخدرات من أجل اثبات رجولتهم أمام الآخرين أو الجنس اللطيف.
يقـع بعـض الشباب فريسة لبعض الأوهام التي يروجها بعض المغرضين من ضعاف النفوس عـن المخدرات وخاصة المنبهات على أنها تزيد القدر على التحصيل والتركيز أثناء المذاكرة.
وهذا بلا وهم كاذب ولا أساس له من الصحة بل بالعكس فقد أثبت الأبحاث أن المنبهات الزائدة لها تأثير سلبي على الذاكرة.
أسباب تعود للأسرة
الوالديـن هم لبنة بناء الأسرة السليمة فهما القدوة المباشرة للأبناء فإن أحسنوا أحسن الأبناء وإن ضلوا ضل الأبناء بشكل عام - ولكل قاعدة شواذ - ؛ إدمان أحد الوالدين في الغالب إلى اتجاه الأبناء أو أحدهم إلى الإدمان اهتداء بالوالد القـدرة.
كذلك عدم الاهتمام بالأبناء وتقبلهم وعدم ممارسة أدوار الوالديـة معهم والانشغال بتغذية أجسادهم وإهمال تغذية أرواحهم وعقولهم بالمحبة والتوعية والإرشاد، والقسوة على الأبناء والابتعاد عنهم ومعاملتهم كالحيوانات تأكل وتشرب وتنام وتطالب بالعمل والاستذكار.
والويل لمن منهم يبتعد عن هذا النهج، كل ما سبق يؤدى بأبنائنا إلى الغرف والضياع من أيدينا، أول طريق وأيسره في اسباب التعاطي و الادمان.
يقوم بعض الأفراد لساعات متأخرة خارج المنزل وفى الغالب ما يكون في أحد الأماكن التي تشجع على تعاطى المخدرات وارتكاب الفواحش والمحرمات وقد تعد أحد عوامل الادمان.
إن توفر المال في يد بعض الشباب دون رقابة أو محاسبة قد يدفع إلى شراء أغلى الطعام والشراب وقد يدفع إلى حب الاستطلاع وشراء أغلى أنواع المخدرات والمسكرات، التي تؤدي بدورها إلى ارتكاب الجريمة.
كثرة المشكلات بين الزوجين أو الانفصال والطلاق كذلك الصدمات العاطفية التى قد يتعرض لها بعض الشباب بالاضافة إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة قد تدفع البعض الى اللجوء الى الادمان كوسيلة واهية للهروب من الهموم والشعور بالسعادة المزيفة.
تزداد نسبة انتشار تعاطي المخدرات بين الذين لم ينالوا قدرًا كبيرًا من التعليم، وليس لديهم وعي وثقافة بخطورة الإدمان، كما أن هناك نسبة أيضًا من المتعلمين قد وقعوا في مشكلة الادمان.
عدم التكافؤ بين الزوج والزوجة،يؤدى إلى انعدام التفاهم غالبا. وتتضارب الآراء وتكثر الخلافات التي يتحول على أثرها المنزل إلى واقع مـن ألجحيم لا يطاق.
فيهرب منه كلا الزوجين بحثا عن بدائل مشبعة ويعد هذا أيضا من أسباب الوقوع في الإدمان، ومن المؤسف أن يضيع الأبناء لأنهم جزء مهمل ينتمي إلى واقع محبط.
مطالبة الأبناء بما ليس فيهم عمومًا، وإجبارهم على الوصول لحلم لم يتمنوا يوما الوصول إليه ولا يتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم.
مما يؤدي إلى إحباط طموحاتهم وإجهاض آمالهم فيتجهون إلى ترك كل شيء والهروب عن ذاتهم ومطالب الوالدين باللجوء إلى المخدرات.
أو يضطرون لصهر الذات ( ضياع هويتهم ) تلبية لمطالب الوالدين وربما استخدام المنبهات والمنشطات لزيادة ساعات التحصيل والاستذكار، وفي كلتا الحالتين فهم في ضياع.
أسباب تعود للمجتمع
توفر المواد المخدرة حولنا في كل مكان حيث أغرقت بلادنا بها عن طريق ضعفاء النفوس من المهربين والمروجين الذين استغلوا العمالة الأجنبية والانفتاح الاقتصادي.
ويأتون بالمواد المخدرة من الخارج أو يزرعونها في داخل أراضينا وقـد وصل الحال بنا بزراعتها في المنازل وفوق الأسطح وفي الحدائق العامة كنبات البانجو.
وفي النهاية أصبح الحصول على المواد المخدرة أسهل لشبابنا الضعيف من الحصول على رغيف العيش.
غياب دور أجهزة ووسائل الإعلام في الدول النامية وعدم تركيزها على توعية الشباب بأخطار المواد المخدرة الأمر الذي أدى إلى تفشى هذه الظاهرة وخاصة في ظل وجود الإنترنت والدش بقنواته الموجه.
والتي ترمى إلى ضياع الهوية المصرية من خلال الغزو الثقافي الأوروبي.
قد يكون التساهل في استيراد بعض الأدوية والعقاقير المخدرة اللازمة للاستخدام في المستشفيات دون تشديد الرقابة عليها من قبل وزارة الصحة سبب من أسباب استخدامها في غير الأغراض الطبية التي في المجتمع خصصت لها.
هذا بالإضافة إلى أنه قد تدخل هـذه العقاقير تحت أسماء مستعارة وبطريقة غير نظامية مما يؤدى إلى انتشارها وتداولها بين الشباب.
أهمية الدور الذي يقوم به الأخصائي الاجتماعي والأخصائي النفسي في المدارس الإعدادية والثانوية التي تعمل على منح الطلاب التوعية والإرشاد والتوجيه والعمل على اكتشاف حالات الإدمان مبكرًا.
0 تعليقات